يرجع هذا الأمر إلى عصور قديمة ... جدًا! فمنذ اكتشاف النار وإمكانية تسوية الأكل بها وكانت وظيف الرجل هي الصيد و وظيفة المرأة هي الطبخ أو تسوية وتحضير الطعام لعائلتها في هذه الفترة، تطور الأمر وتطورنا معه؛ وأصبح من مسئوليات الزوجة أو ربة البيت الأساسية تجهيز، طبخ وتحضير الطعام لعائلتها مع تنوعه كل يوم دون انتظار الرجل لإحضار الأكل او الصيدة بنفسه كل يوم حيث انهم استبدلوا هذا بعدد ساعات يقضيها الرجل في العمل يساويها قدر معين من المال يتم ترجمته لاحقًا إلى طعام له ولعائلته حتى جاءت النقلة!
أصبح هناك مسافرين وعزاب كثر في العالم يريدون أن يحظوا بوجبة نظيفة ولذيذة، فمن سيطبخها لهم؟ هنا ظهرت المطاعم وظهر معها الطباخون أو الشيفات، لكن هناك مشكلة نحن الآن في عصر لا يسمح بعمل المرأة مطلقًا فما الحل؟ الرجل، بالطبع! تعلم الرجل الطبخ وأصبحت مهنة ذات حساسية وأهمية خاصة ومع تطور ومرور الزمن انتشر الأمر حتى أصبح يدخل فيه عامل الابتكار والإبداع، ومن هنا إلى هنا؛ كان للمرأة دورًا طفيفًا للغاية يقتصر على المساعدة في التنظيف وتحضير المطبخ حتى يأتي الشيف الرئيسي وهو ما يكون 90% بأرقام اليوم، رجل!
الأمر قد لا يبدو منطقيًا حتى ننظر بعناية إلى أسبابه ...
امتهان الطبخ يختلف تمامًا عن كونه من واجبات المنزل فلكلًا منهما متطلبات معينة قد تؤثر أو تتحكم في نوع من يقوم بها!
15.5% هو نسبة السيدات في عدد الأشخاص الذين يمتهنون الطبخ في انجلترا سنة 2018 وهو ما يختلف قليلًا عن نسبة سنة 2017 التي كانت 20%! هذا التراجع يفسر الكثير، الرقم نفسه يفسر الكثير؛ في البداية الرقم ضئيلًا وحتى لا يكون هذا كافيًا فإنه يتضائل سنة تلو الأخرى وهذا قد يرجع إلى أسباب كثير، منها أن بيئة العمل نفسها قد لا تسمح بوجود سيدات داخلها بسبب العنف والسرعة التي قد يظن البعض إنها تؤثر على كفائة السيدات في البيئة التي ينتشر فيها هذا، سببًا أخر وهو أن هذه المهنة شاقة وتتطلب التنقل والسهر الكثير وهو بالطبع مما لا يناسب الكثير من السيدات، هناك سببًا أيضًا وهو يفسر ضئالة هذا العدد من البداية وهو أن وبسبب سيطرة الرجال في هذا المجال فإن دخول السيدات أصبح صعب من البداية، على كلًا، دور المرأة حاضر في كل المجالات وهذا المجال أيضًا فإن لم يكن بنفسها فسيكون حاضرًا بتربيتها لهذا الشيف الشهير وتشجيعه ومساعدته حتى أصبح هذا الشيف الشهير.
فتافيت تتمنى لكم كل السعادة والنجاح.