الإنسان هو كائن إجتماعي بطبعه، لذلك فإن تكوين علاقات أو صداقات أمر طبيعي وبديهي مثل الأكل والشرب، والعائلة هي العلاقة الإجتماعية الأولى التي يكونها الإنسان في مرحلة الطفولة، وغالبًا لا يجد مشكلات كثيرة في التعامل معهم لأنهم يمثلون درع الأمان والحماية، والإحتواء، لذلك نجد أن المدرسة هي التحدي الإجتماعي الأول الذي يواجهه الطفل، لذلك سنركز اليوم على الطرق الفعالة التي تضمن لطفلك الإندماج الجيد مع أقرانه في المدرسة وتكوين صداقات ناجحة.
هناك نوعان من الأطفال هما الأكثر عرضة لمشكلات اجتماعية في الاندماج مع غيرهم من الأطفال:
النوع الأول هو الطفل الإجتماعي المفرط:
هو طفل متحمس على تكوين صداقات والدخول في الدوائر الإجتماعية أكثر من الطبيعي، كما يتمتع بثقة في النفس وشجاعة إجتماعية كبيرة.
يبادر ويبدأ الكلام مع الأخرين ويحاول الظهور بكافة الطرق والأشكال.
مشكلات هذا الطفل التعرض للإحباط عندما يقابل حماسه أحيانًا بالرفض أو التجاهل، وعادة لا يحسن اختيار الأصدقاء لأنه لا يأخذ الوقت الكافي لمعرفتهم، هذا إلى جانب دخوله في منافسة وهمية مع غيره ليثبت أنه الأفضل والأحق بصداقتهم مما يجعله مكروه من البعض.
الطريقة الجيدة للتعامل مع هذه الشخصية هي:
لابد للوالدين التحدث معه قبل بدء الدراسة ودخوله في دائرة إجتماعية جديدة، وتوعيته بأننا أشخاص مختلفين ولا يجب عليه أن يبالغ في توقع ردود فعل معينة تجاه تصرفات زملائه، لأن الذي يعجبنا ربما لا يعجب غيرنا وهكذا.
أن يأخذ وقتًا كافيًا قبل المبادرة بالحديث مع الآخرين، وخلال ذلك الوقت عليه أن يراقبهم جيدًا ليعرف كل شخصية كيف تفكر ومن يصلح لتكوين صداقة معه.
لابد لهذا الطفل أن يقرأ ويمارس هوايات عدة، حتى تكون هذه الخبرات والمهارات مدخل جيد للفت الأنظار له، فلن يحتاج حينها لفرض نفسه على أحد لا يحب شخصيته.
النوع الثاني هو الطفل الإنطوائي المفرط:
هو طفل يعاني من الخجل الشديد ويكون لديه قصور في التعامل مع الأخرين.
لديه شعور دائم بالوحدة والعزلة.
كثيرًا ما يتعرض للتنمر من زملائه، مما يفقده الرغبة في الذهاب للمدرسة.
يفتقد الثقة بالنفس مما يؤثر على مستواه الدراسي.
الطريقة الجيدة للتعامل مع هذه الشخصية هي:
يجب التفكير في المقومات والإمكانيات التي يتمتع بها الطفل، وتنميتها حتى يشعر بالثقة بالنفس.
تحديد المشكلة الرئيسية التي يعاني منها الطفل فهل هي في إجراء محادثات صغيرة؟، أم في عجزه عن إبداء رأيه في أمر ما؟ وهكذا.
مساعدته على الاندماج الاجتماعي من خلال ممارسة الرياضة أو في محيط الجيران والعائلة فهذا يسهل عليه الأمر عند دخول المدرس.
الأطفال تحب الحكايات، فلا مانع من حكاية قصص عن قيمة الصداقة والأصدقاء
لا مانع من مرافقة الطفل في أيامه الأولى في المدرسة حتى يشعر الأمان ويقلل من الإضطراب بداخله.