يعتبر الفول من أشهر الأكلات الشعبية على مستوى العالم العربي، كما ذكرنا من قبل، لكن هل تعلمِ أن لكل شعب طريقة في إعداده؟؟ فالشعوب تتفنن في إتقانها ومحاكاتها للأصل الذي توارثوه عمن سبقوهم من آباء. ويذهب معظم الناس باعتقادهم أن الفول ذو أصول مصرية نقل عبر اتصال المصريين ببقية عرب المشرق أو السودان مع مرور الأيام وتعاقب السنين.
وللفول أصول في إعداده وطبخه. ويتفق أهل بلاد الشام في أن الفول يؤكل على هيئة حبوب مطبوخة غير مهروسة وربما يضاف إليه شيء من الحمص (بليلة) أو شيء من الطماطم المقطعة مع قليل من زيت الزيتون. ويشارك السودانيون أهل الشام في تفضيل الفول الحبوب وإن كانوا يختلفون عنهم في عدم ممانعتهم أن يكون الفول مهروسا أو مطبوخا مع شيء من البصل، بما يسمى بالقلابة.
أما مصر فهي الأم في هذا الجانب، لأهلها حكايات وروايات عن الفول وحبهم له وتفننهم في طرق إعداده.
أما في السعودية فإن الفول دخلها عن طريق الحجاج المصريين واستقر في الحجاز سنوات وسنوات وأصبح وكأنه حجازي، وما هو بالحجازي الأصل. ومع الأيام أصبح للفول الحجازي مذاقه الخاص وطريقة طبخه وتقديمه المميزة. وعندما غدا الوجبة الشعبية الأولى التي لا يعلى عليها في إفطار أو عشاء، أصبح له تجار وفوّالون ضربت شهرتهم الآفاق، يجتمع أهل المدن عند أبوابهم صباح مساء ليحظى كل منهم بقدر من الفول، يتلذذ به إفطارًا أو عشاء مع أولاده أو أصحابه. أو ربما تزاحم القوم على طاولات محالهم بعد صلاة الفجر وأفطروا فوًلا مع الخبز ثم غادروا لأعمالهم التي كانت في معظمها أعمالا بدنية عضلية.
ونحن في رمضان نجد أن الفول يعتبر من أصول مائدة الإفطار ودعائمها، وكانوا يقولون قديمًا إنه أسمنت سفرة رمضان. أهل الصنعة.. بدايات وحكايات إن من الحقائق التي يتفق عليها الناس أن لكل طبخة أصولًا، وأهل الصنعة يتوارثونها أبًا عن جد إلى حفيد.
في مصر عرفنا أصل الفول المدمس، حيث يأتي رجل يوناني اسمه الخواجة (ديموس) ويطلع بفكرة اقتصادية عبقرية هذا الرجل كان لديه حمام شعبي وفكرة الحمامات تستلزم حرق القمامة عشان تسخن المواسير الواصلة للحمام وبالتالي تسخن المياه، وفكر إنه يدفن قدر الفول داخل فرن الحرق بتاع القمامة، وبذلك المواسير تسخن وتوصل المياه الدافئة للحمام وقدر الفول تدمس في وقت أقصر وفعلا تنجح الفكرة وتبقى أرض الخواجة ديموس قبلة عربات الفول وتطلع كلمة المدمس من كلمة ديموس، الفول وجبة أساسية في فطار وسحور رمضان وكمان خارج رمضان.
يعتبر أكل الفول في مصر وجبة أساسية. يحضر الفول في مصر بطريقتين هما:
التغميس: وفيها يغمس الرغيف في صحن الفول.
الساندوتشات: وفيها يوضع الفول في رغيف خبز ويُفضل المواطن المصري غالبآ ان يكون بجانب هذه الساندوتشات بعض المخللات.
الفول في مصر غالبآ ما يقدم مصلحا (مخلوطا بمكونات أخرى) واحدة غالبآ لا تكثر عن مكون واحد من التالي:
الطماطم، البصل، الخضروات، الفلفل الحار، وغيرها.
يؤكل الفول في السودان كوجبة رئيسية ويطلق عليه لقب (حبيب الشعب). يحضر الفول في السودان بطريقتين هما:
التغميس: وفيها يغمس الرغيف في صحن الفول.
الفتَّه: وفيها يُفت الرغيف على الصحن ويسكب عليه الفول ويخلطان جيِّداً وتسمى هذه الطريقة أيضًا بالبوش.
الفول في السودان غالباً مخلوطاً بمكونات أخرى:الطماطم، البهارات، البصل، الجبن، اللبن الرائب، الطعمية، البيض، لحم التونة المُعلب، ونادراً ما يقدم سادة. في معظم الأحيان يتم خلط الفول مع الطعمية بتفتيتها على وجه الصحنِ، ولا يذكر الفول في السودان إلا و ذكر معه زيت السمسم لأهميته على صحنِ الفول.