تهذيب طفلك لن يكون سهلاً، لكنه أمر في غاية الأهمية، وتدليل الأطفال سيعني أنه لا شيء يرضيهم بتاتًا، لذلك فلن يشعروا أبدًا بالامتنان.
لماذا ندلل أطفالنا؟
لا يصبح الأبناء مدللين لأنهم سيئو الخلق، بل يصبحون هكذا عادةً لأن لديهم آباء “مُدلِّلون” لا يضعون حدودًا أو نظامًا. يُدلل الآباء أبناءهم لعدة أسباب، فبعض الآباء لا يعرفون كيف يؤدبون أبناءهم، بينما آخرون منهكون ومرهقون بشدة فيستسلمون لطلبات أبنائهم. وبالنسبة لآباء آخرين، فإنهم يخافون بشدة من الإضرار بثقة الأبناء بأنفسهم، أو يخشون ألا يحبهم أبناؤهم. لا يعني هذا أن على الآباء أن يكونوا أكثر صرامة أو سيطرة، لكن يجب أن يكون هناك توازن؛ وتذكري أن الأبناء في النهاية يريدون آباءهم أن يكونوا آباءً، وهم يزدهرون عندما يعرفون حدودهم ويتعلموا أن يكونوا أشخاصًا ناضجين مستقلين ومسؤولين.
إليك ببعض الخطوات التي ستساعدك على استعادة التحكم:
التزمي بالكامل
أهم شيء على الإطلاق هو الالتزام، فليست هناك فائدة من التعامل مع الأمر بطريقة أقل إخلاصًا، وبمجرد توليك المهمة بجدية والتزام سترين التحسن في سلوك طفلك سريعًا.
استبدلي التهديدات الفارغة بإرشادات مختصرة وواضحة وهادئة
قولي ما تعنين وأعطي الطفل تحذيرين مع شرح الخطأ الذي يرتكبه، فإذا لم يتوقف عن إساءة التصرف بعد التحذير الثاني، فاتبعي هذا بعقاب تختارينه. إذا سمع الطفل مجرد تهديدات فارغة، فلا يوجد سبب يجعله يأخذك بجدية، لذلك قولي ما تقصدين ثم اجعلي للأمر نتيجة ملموسة، وسيعطيك هذا القوة.
قدمي طرق تهذيب وعواقب مستمرة
تتكلم الأفعال بصوت أعلى من الأقوال، لذا عليك بتقديم عواقب مستمرة. يمكنك مثلاً إزالة جهاز الألعاب أو منع مشاهدة التليفزيون تمامًا أو الامتناع عن إعطاء طفلك المصروف. عبري دائماً لطفلك عندما تشعرين بأنه أو أنها تتصرف بطريقة مدللة، واشرحي لماذا تشعرين بهذا وأهمية التوصل إلى حل وسط أو المشاركة.
تجنبي إنقاذ طفلك أو المبالغة في حمايته
يسارع معظم الآباء بالتدخل وإنقاذ أبنائهم، لكن ما لم يكن الطفل في خطر فدعيه يكون مسؤولاً عن نفسه، فالآباء الذين يمنعون أبناءهم من ارتكاب الأخطاء والتعايش مع نتائجها يمنعون نمو شخصياتهم في الحقيقة.
توقفي عن كثرة تدليل طفلك ماديًّا
إذا كنت تُغرقين طفلك بالهدايا لكن لا تطلبين منه كسب شيء بنفسه، فإنك تحرمينه من دروس حياتية مهمة، مثل الامتنان والصبر والادخار من أجل شيء ثمين. حدي من الإسراف الشديد وحولي بعض المسؤولية إلى طفلك لادخار المال من أجل المشتريات، وضعي حدودًا والتزمي بها: قرري ما تنتوين إعطاءه لطفلك كشيء مادي وتمسكي بقرارك. إذا اشتريت لعبة لطفلك بعد أن قلت إنك لن تشتريها، فسيعلم أنه يستطيع الحصول على ما يريد، وأن كلمة “لا” لا تعني في الحقيقة “لا”.
تذكري أن “لا” ليست كلمة سيئة
أنت لا تجرحين طفلك بكلمة “لا”، إذ إن عدم إعطاء طفلك كل شيء يريده يساعده على فهم أن هناك حدودًا في الحياة، وأن عليه أن يكسب ويعمل من أجل كل شيء يرغب به. قبل أن تقولي “نعم”، ذكري نفسك بالنتيجة طويلة الأثر التي ستظل مع شخصية طفلك في المستقبل.