نادراً ما نجد شخص لا يُقبل على تناول رقائق البطاطا المقلية، فالجميع يعشق تناولها بل ويجدون صعوبة في التوقف عن أكلها في كثير من الأحيان الأمر الذي دفع باحثين أستراليين لإجراء دراسة حول مدى تأثير الدهون وملح الطعام على شهيتنا وشعورنا بالشبع.
فبحسب موقع مجلة "سانتيه مجازين" الفرنسية سنجد أن مشهد فتح عبوة رقائق البطاطا المقلية نادراً ما يعقبه مشهد الإبقاء على بعضها وتخزينها ليتم تناولها في اليوم التالي، مضيفاً أن السبب في ذلك قد يبدو للوهلة الأولى هو عدم احتفاظ هذه الرقائق بمذاقها ونسيجها الجاف بعد فتح عبوتها إلا أنه في واقع الأمر يوجد سبب أخر خفي وهو عدم قدرتنا على مقاومة رغبتنا في تناولها مجدداً.
ويشير الموقع الفرنسي إلى قيام عدد من الباحثين بجامعة "ديكن" الأسترالية بإجراء دراسة لبحث السبب وراء صعوبة توقفنا عن تناول رقائق البطاطا حيث قاموا باقتراح أنواع مختلفة من وجبات الغذاء على ما يقرب من 48 رجل وامرأة تتراوح أعمارهم ما بين 18 و54 عاماً.
ووجد الباحثون أن المتطوعين تناولوا مرة واحدة في الأسبوع المعكرونة المنخفضة أو المرتفعة الدهون، والمعكرونة المضاف لها القليل أو الكثير من الملح وذلك على مدار شهر كامل، مشيرين أن الملح رفع من استهلاك المعكرونة بنسبة 11% بغض النظر عن محتوى الدهون الموجود بها.
ووفقاً للباحثين تتألف رقائق البطاطا بالأساس من الدهون التي لا تعتبر فاتح كبير للشهية بل إن البعض يعانون بشكل خاص من حساسية من مذاق الدهون الأمر الذي يدفعهم لاستهلاكها بمعدلات أقل من الطبيعي، كما أن الجسم يمتلك آليات طبيعية تمنحه إشارات بالتوقيت المناسب للتوقف عن تناول الطعام وهي أمور من المفترض أن تضبط شهيتنا تجاه رقائق البطاطا.
موضحين أنه عند إضافة الملح إلى رقائق البطاطا يتم التغطية على المذاق الدهني لها ويصبح الجسم بالتبعية أقل حساسية تجاهها وبالتالي يتم تناول المزيد منها إلى حين الشعور بالشبع وهو أمر لا يحدث أبداً لأن الأطعمة الغنية بالدهون والملح بإمكانها تجاوز قدرة الجسم على الإحساس بالشبع مما يؤدي إلى استهلاك المزيد من السعرات الحرارية ويمهد للإصابة بالسمنة.
