كثيراً ما تتعدد الولائم والحفلات كل عام في شهر رمضان وأيام العيد ويتذوق الجميع أصناف لا حصر لها من الأطعمة التقليدية والتراثية، لكن تبقى وصفات الجدات التي تم تحضيرها بحرفية الطهاة وحب الجدات اللانهائي والغير مشروط الأطيب مذاقاً والأعلى ذكراً على مدار الشهر بل والعمر لهذا جمعنا لكم بعض الأطباق العربية التراثية التي تحمل بصمات الجدات بالإضافة إلى عدد من نصائحهن المدهشة في الطهي.
مع قرب انتهاء شهر رمضان كل عام يستعد المصريون والفلسطينيون والأردنيون لتناول الأسماك المملحة (مثل: الفسيخ، والسردين، والرنجة، والملوحة) في عيد الفطر، إذ يكون من الصعب عليهم تناولها في أيام الصيام لأنها ستتسبب في تعطيشهم بشكل كبير وعليه يتم تأجيلها لحين قدوم العيد.
ومن بين أطباق الأسماك المملحة الأوسع انتشاراً على مائدة العيد طبق "الفسيخ" الذي يعود تاريخه إلى المصريين القدماء الذين كانوا يملحون سمك البوري ويجففونه ،لضمان الاحتفاظ به لمدة زمنية طويلة دون أن يفسد، ثم يأخذونه معهم في الحروب بهدف تقديمه كوجبة للجنود.
وقديماً، كانت الجدات تقوم بتحضير الفسيخ بالمنزل عن طريق غسل سمك البوري بمحلول ملحي، ثم التخلص من الزعانف والقشور والأحشاء، وغمر السمك بمحلول خل ثم تمليحه وتركه لمدة شهرين متصلين على الأقل قبل تناوله.
وفي حالة شراء الفسيخ المُعد في الخارج يجب اختيار السمك ذو القوام المتماسك، والذي لا تكون رائحته نفاذة، ولا قشوره سوداء، كما ينبغي تجنب الفسيخ الحلو غير المملح بشكل كامل لأنه قد يتسبب في الإصابة بيرقات ديدان طفيلية.
وفي الوقت الذي يعتقد فيه البعض أن استهلاك الفسيخ يؤدي إلى حفظ توازن المعدة بعد انتهاء شهر رمضان وتناول حلوى وكعك العيد ينبغي التأكيد على ضرورة منع مرضى القلب، والكبد، والكُلى، وقرحة المعدة، والحوامل، والمرضعات، والأطفال دون الثالثة من تناوله لأنه يُشكل خطراً على صحتهم.
بينما يُسمح للأفراد العاديين بتناول ما لا يزيد عن 150 جرام فسيخ في الوجبة الواحدة مع استهلاك الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم (مثل: البقدونس، والبرتقال، والموز، والكانتالوب) بجانبه للمساعدة في إخراج الملح من الجسم، وشرب الشاي الأخضر مع النعناع، أو الزعتر، أو القرفة لتطهير المعدة ومقاومة التلوث.